في أول يوم من تشرين أول لعام 2020 كان لديّ مقابلةيبدو الأمر أقل من عادي لكنه لم يكن كذلك !كنت قد أخذت قرارًا بيني وبين نفسي أن لا أعود للمحاولة مجدداً ، ليس لأن الأمر غير مهم ، بل على العكس ، وليس لأنني تعبت من عددالمرات التي فشلت بها ، لكن ربما لأنني لم أعد أملك الرغبة في أي شيء ..كانت تفاصيل هذه المقابلة مختلفة تمامًا ومرعبة نوعًا ما لأنّ هناك غموض يكتنفها لا أستطيع بأي حالة كشفه ..ومع أنّ نصيحة الجميع كانت لا داعي لأن أخوض التجربة إلّا أنني وضعت شرطًا لهم - غالبًا يتم الرفض بسببه قبل المقابلة - إنْ تمت الموافقةعليه سأخوض التجربة ، ولن يكون شيئًا مختلفًا إنْ تمّ بالفشل كالمحاولات الكثيرة السابقة ..كثرة التجارب الفاشلة تُعطيك إحساسًا باللامبالاة بالفشل الجديد :) ، وثقة داخليّة أنْ لا شيء يستحقّ الحزن عليه ، ولا داعٍ للأسف على أمرلم يُكتب لك طالما أنك سعيت إليه بجدّ .تم تأجيل مُقابلتي بعد استعدادي لها لليوم التالي وإبلاغي بذلك متأخراً .. كان من عادتي بهذه الحالة أن أُلغي المقابلة لعدم احترام المواعيد لكن فضولاً ما دفعني للذهاب في اليوم التالي ، ففوجئت بتأخر مدير المقابلة ثلاث ساعات .. كدتُ أجنّ فيها !لا أستطيع استيعاب هذا الطبع السيء لدى الناس ، ولا أملك لهم أي عذر .في الحقيقة لو أنّ هناك جهازًا يقيس درجة غضبي لوجدني أحترق ودخانًا أسود يصعد من رأسي !صديقتي بجانبي عبثًا تحاول أن تجعل من التأخير شيئاً عادياً ، وفي نفس الوقت لربما هذه المقابلة تكون فرصة غير عادية !حينما دخلت المُقابلة ، كانت مختلفة جدًا عن كل المقابلات التي أجريتها في حياتي ، المدير يلبس كمامة ومبتعد عن الآخرين احتياطًا منكورونا ، يسقطها لأسفل ذقنه مرات من أجل أن يشرب الشاي الذي لا يبدو على مزاجه لإنه خفيف - كما يقول -... أكمل القراءة
قال أنس بن مالك رضي الله عنه :بكت صفيّة زوجُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحبيديه عَيْنيها ويُسْكِتها ..هذا الحديث من أَحبّ الأحاديث إلى قلبي وأكثرها ملامسة لمشاعر خفيّة مجهولة لا يمكننا الإشارة إليها على وجهة التحديد ..حدّثتني أمس صديقتي المقربة وليس من عادتنا أن ننقطع عن الاتصال لفترة تتجاوز الثلاثة أيام !بدأت مكالمتها باستغرابها أنني تجاوزتُ الفترة دون اتّصال بها أو ملاحظة لـ حالات الفيسبوك الهاصة بها ..في هذا الوقت أمس .. أمضيت ساعتين منذ الفجر ببكاء متواصل ، لم أستطع انتشال نفسي من الأفكار التي تجول في خاطري ! ولا أملكلها حلاً أو تدبيرًا ، حاولتُ جاهدة أن أضع إصبعي على مصدر الجرح علّه يسكن ، فتبادر إلى ذهني صورة طفلة تقبض على دمية بكلّ قوتهاوإصرارها ومعاندتها للحياة وتبكي خشية فقدها !تُرى أيّ نظرٍ ثاقب ودراية بنفعها تُبصر هذه الطفلة !استغفرت ربي كثيرًا من الصورة التي ظهرت في خاطري وهربتُ إلى النوم .. ربما أجد فيه راحة من نفسي ! لكنّ ما رأيته مُرًّا مرارًا جعلنيأترك النوم وأستيقظ بحالة أسوأ مما كنت !بقيتُ على ذلك الحال السيء طوال النهار ، أهرب من نفسي فأجدني في مواجهة نفسي ! ولا أجد للصلح معها طريقًا !مع كل ذلك لم أشأ أنْ أُزعج صديقتي بتلك المشاعر فأنقل لها عدوى الاكتئاب ، أجبتُ استغرابها بأنني مُتاحة طوال اليوم ، فتركتُ لها قرارالاتصال حينما يكُن في وقتّها مُتُسع لحديثي ..كان المُفترض أنها في عطلة سعيدة لزواج أخيها والوليمة التي أُقيمت و ... لكنها أثناء حديثها عن الأطباق التي تم صنعها ، انقطعت عنسرد الطبق الذي أحبّته وأخبرتني :" لم أكُن سعيدة نهائيًا يا أحلام ، لم أشعر بلذة شيء ، ولا بأدنى رغبة تجاه شيء ، كانت روحي كالذي يحتضر "... أكمل القراءة
أحلام
• بتاريخالفشل