متى كانت أول مرة تمرّدت بها على الحياة والتعاليم والقوانين ؟
إن شعور الخوف لدى الإنسان مرتبط بالتجربة ونتائجها . فبعد أو قبل كل تجربة او درس او تعليم تتعرض له ، يزداد الشعور بالخوف أو ينقص اعتماداً على نتيجة الدرس او التجربة او التعليم.
ودائماً عندما استعيد ذكريات المشاعر الأولى، التي عشناها لأول مرة . كالحب والخوف مثلاً. أشعر أن شخصاً أخر هو من اختبر هذا الموقف . وأنا فقط أُشاهد الذكرى وكأنها لا تعنيني شخصياً .
ولكن ماذا كان شعورك عندما تمرّدت لأول مرة ؟
أو ماذا كنت تقول لنفسك في لحظات الخوف والتردد والشعور بعدم الأمن التي عشتها عندما تمرّدت لأول
مرة ؟
الشعور بالتمرّد ككل المشاعر التي لديها وقع جميل على الذاكرة .
وخاصةً إن كنت إنسان مغامر وشجاع .والأصح أن تكون إنسان فضولي .
الفضول يثير العقل كما الشهوة تثير الجسد ، وكما الغذاء مهم للجسد أيضاً الفضول مهم للعقل .
فالفضول غذاء العقل الأساسي .
ولهذا ....
تذكرت عندما كنت في " الثانية " من العمر .
(كنت صغير الحجم و ذو صحة جيدة وكانت ملامحي توحي بالبراءة ).
وكنت أقف في الباب وأرغب في الخروج وكانت والدتي تجلس على الأرض في الغرفة المقابلة مباشراً . وكان تلوح لي بيدها وتقول : تعا لهون ! مافي روحا ...
لقد كنت أبكي لانني لا استطيع الوصول لقبضة الباب ، لانني لكنت لم اتعلم التوازن على قدم واحدة بعد . وكان عليي المحاولة عدة مرات حتى فُتِحَ الباب وخرجت .....
لقد كانت فرحة عظيمة أنني الأن حرّ واستطيع الخروج .
مع ارتفاع صوت والدتي وصراخها إلا أنني فتحت الباب وخرجت واغلقت الباب ...
لم تكن ثواني حتى فتحت والدتي الباب تبحث عني . وكنت في انتظارها مبتسماً ببراءة الطفل الذي لا يريد أن يوبخه أو يعاقبه أحد .
الخوف من الحياة يجعلنا نغلق جميع الابواب التي تقودنا نحو المغامرة
و في الثواني التي انتظرت بها خلف الباب . شعرت بالخوف من أن لا تأتي أمي ومن أن لا أستطيع العودة . وقبلها كنت خائف أيضاً من العقوبة والتوبيخ .
ذكرى التمرّد الأولى .
هــــاديٰٓ
بتاريخ • نشرتمتى كانت أول مرة تمرّدت بها على الحياة والتعاليم والقوانين ؟
إن شعور الخوف لدى الإنسان مرتبط بالتجربة ونتائجها . فبعد أو قبل كل تجربة او درس او تعليم تتعرض له ، يزداد الشعور بالخوف أو ينقص اعتماداً على نتيجة الدرس او التجربة او التعليم.
ودائماً عندما استعيد ذكريات المشاعر الأولى، التي عشناها لأول مرة . كالحب والخوف مثلاً. أشعر أن شخصاً أخر هو من اختبر هذا الموقف . وأنا فقط أُشاهد الذكرى وكأنها لا تعنيني شخصياً .
ولكن ماذا كان شعورك عندما تمرّدت لأول مرة ؟
أو ماذا كنت تقول لنفسك في لحظات الخوف والتردد والشعور بعدم الأمن التي عشتها عندما تمرّدت لأول
مرة ؟
الشعور بالتمرّد ككل المشاعر التي لديها وقع جميل على الذاكرة .
وخاصةً إن كنت إنسان مغامر وشجاع .والأصح أن تكون إنسان فضولي .
الفضول يثير العقل كما الشهوة تثير الجسد ، وكما الغذاء مهم للجسد أيضاً الفضول مهم للعقل .
فالفضول غذاء العقل الأساسي .
ولهذا ....
تذكرت عندما كنت في " الثانية " من العمر .
(كنت صغير الحجم و ذو صحة جيدة وكانت ملامحي توحي بالبراءة ).
وكنت أقف في الباب وأرغب في الخروج وكانت والدتي تجلس على الأرض في الغرفة المقابلة مباشراً . وكان تلوح لي بيدها وتقول : تعا لهون ! مافي روحا ...
لقد كنت أبكي لانني لا استطيع الوصول لقبضة الباب ، لانني لكنت لم اتعلم التوازن على قدم واحدة بعد . وكان عليي المحاولة عدة مرات حتى فُتِحَ الباب وخرجت .....
لقد كانت فرحة عظيمة أنني الأن حرّ واستطيع الخروج .
مع ارتفاع صوت والدتي وصراخها إلا أنني فتحت الباب وخرجت واغلقت الباب ...
لم تكن ثواني حتى فتحت والدتي الباب تبحث عني . وكنت في انتظارها مبتسماً ببراءة الطفل الذي لا يريد أن يوبخه أو يعاقبه أحد .
الخوف من الحياة يجعلنا نغلق جميع الابواب التي تقودنا نحو المغامرة
و في الثواني التي انتظرت بها خلف الباب . شعرت بالخوف من أن لا تأتي أمي ومن أن لا أستطيع العودة . وقبلها كنت خائف أيضاً من العقوبة والتوبيخ .
ولكن الفضول غلب الخوف .
بعدها تعلمت التوازن واصبحت أفتح الباب بسهولة ،
ولكن والدتي اصبحت تقفل الباب بالمفتاح .
فتعلم كيف استعمل المفتاح ،
فاصبحت تخفي المفتاح ....
.......
....
الذي أريد أن أقوله هو أنني :
" أقف الآن في الجهة التي أريد من الباب ".