عندما تدقّ السّاعة إثنا عشراً
أسحبُ من داخل فمي خيطاً
من الأحرف، الكلمات، الجمل...
إن أبقيتها اختنقت بها كرْباً،
وإن أخرجتها لا تلقى صدىً،
لا أحد يسمع، يقرأ، يفهم...
فتصبح كلماتي فارغةً،
غير مسموعةٍ، مهجورةً،
تقع على آذانٍ صمّاء،
لكنّي ما زلتُ أكتب وأصرخ بكلّ حرفٍ،
وأليس الصّراخ الغير مسموع كالجمال الغير مرئيٍّ؟
بلا معنى، بلا مأوى، بلا مغزى...
مثلَ الحياة التي وُلدنا من رحمها ونعيش في صدرها،
مثلك ومثل أمثالِكَ، تنسى مآلك ومآل أجدادِك،
مثلي ومثل كلّ ما يخرج من فمي،
أعرفُ حقّ المعرفة أنّي أردّد ما قيل من قبلِ،
لست إلّا ماشياً على خطا شخصِ،
لست بمضيفٍ من القيمةَ بشيءِ
أُكرّرُ وأُكرّرُ دوماً كلماتي،
كلماتي الفارغةَ،
وما زلتُ أتكلّم...
شمس مشرقه