أريد أن أخبرك عن قسوة الحياة وتخليها . عن الحوادث والأخطاء وفداحتها ، عن كل ما يجعلك قلق وحائر وربما خائف . هيي الحياة عديمةُ الأمان صاحبة المزاج المتقلب .
حين خرجت للحياة كان الصباح والشمسُ تعكس غضبها على الأرض ، وهذا السواد الذي سمي فيما بعد" الظل". ليس إلا دليل على قوة الشمس وسطوتها على الأشياء . فكل ما اشتدت الشمس واقتربت ،بقى الظل وتمدد .
وكلما تحركت تحرك الظل هارباً منها مختبىءً ورا حقيقته الشجاعة . وكذلك نحن البشر نفعل كما يفعل الظل حتى نكتشف حقيقتنا ونعلم ذواتنا ، فنخرج أمام الشمس معلنين أننا حقيقيون شجعان لا نهاب المواجهة حتى نحترق في لهيب الحياة الحارة . والظل ليس إلا خوفنا وأفكارنا السوداء التي تجعلنا ضعفاء مختبيئين وراء أحدهم لنعلن أننا لسنا جاهزين للمعركة بعد .
لقد أختبرت أن أكون الظل الجبان ، الذي دائماً يخرج ليخبر الأخرين أن الشمس قاسية وحارة وأنها ظالمة لا تَدعهُ يمارس حياته الذي حلم بها وتمناها . في الليل كان الظل يتحد في حقيقته ولم يكن أحد ليميز بينهما . فهما كيان واحد منسجم .
ولكن الليل كان يجعله في خوف دائماً وارتقاب للوقت الذي لن ينتظره ، وقريباً سوف يشرق الصباح ويخاف الظل من مواجعة النور ويتراجع . فلم يكن ثابتً في الأفكار والمشاعر .
لكل صباح شمس ، ولكل ليلٍ سواد .
هذا ما تعلمته عندما لعبت دور الشيء وحقيقته ، فإن احترقت من شمس البارحة لا تخاف ولا تتراجع في ظلك . ابقى ثابتاً وقاوم فعندها ستشعر كم هو جميل هذا النسيم البارد الذي يلامس جبهتك عند المساء . وستدرك أن ثباتك وشجاعتك وجلادتك هي من بقيت، والشمس هي من غابت وتلاشت .
وعندها يا صديقي سوف يشرق صباحك أجمل وستكون أقوى وأكمل ، ستعلم إن كانت شمس اليوم قاسية كالبارحة أم أخف وطىء . ستدرك أنك لن تكون كما كنت في أول صباح . ومع الوقت ستستمتع كلما كانت شمسك حارة لانك أصبحت تعلم كيف تواجه ولا تيأس .
واجه نفسك أولاً . واختر طبيعتك التي تريد . فالحياة هي الطريق الذي سوف تختبره .
والنجاح هو أن تقف في كل صباح مستقبلاً الشمس بابتسامة الشجعان حتى تغيب . ويشرق نهارك من جديد .
رياض
ربى
عبدالرحمن حماد
شعرت وأنها تصفعني على وجهي:)
سلمت أناملك.