لا بُدَّ أن أنوّه نفسي (بعد العودةِ إلى قراءةِ هذه اليوميّة) ربما بعد سنينَ إلى أنَّ ما أذكرهُ من هذه الحادثة مختلطٌ بين ما أدركتهُ بعينيَّ وما سمعتهُ وبين ما تخيّلته، فلربما تذكرتُ شيئًا تخيّلتهُ ولم يحدث حقيقةً.
فقدتُ الوعي في الحصّة السادسةِ يوم الأربعاءِ (20/2/2019) . .وبذلك أختبرُ فقدانَ الوعي للمرّة الأولى في حياتي، حدث ذلك جرّاء أنني كنتُ قد أعطيتُ ثلاثةَ أيّامٍ كاملةً دون توقّفٍ من الساعة 8 صباحًا- 2 مساءً. . وكنتُ فيها جميعاً لم أتناول شيئًا من الطعامِ نتيجةَ أنني أعيشُ وحيدًا، وأتكاسلُ أحيانًا أن أعدَّ الطعامَ.
كانت اللحظة التي فقدتُ فيها الوعيَ اللحظةَ الأكثر بؤسًا، اكتشفتُ مما اكتشفتُ أن الدخول في الغيبوبة لا يكونُ مرّةً واحدةً كما تصوّرهُ الأفلامُ بل هو عملية انطفاءٍ جذريٍّ سريع لكنَّ (على عكس النوم) فالتوقّفُ المفاجئٌ يكونُ مفاجئًا، بل هو أشبه بصعودِ الروحِ، وللمفارقة، فإنّكَ حتى الهنيهة الأخيرةِ قبل انطفائكَ تكونُ واعيًاّ!!!
صخبٌ وغمغمةُ طلّابٍ حوليَ، أيدٍ تنتشلني، وشخصٌ يقول (ابعدوا عنو خليه ياخد نفس)، لعنتُ كُلَّ شيءٍ في المدرسةِ حينما بدأ الوعي يعودُ إلي.
هل كنتُ أنا المخطئَّ في كُلِّ هذا؟ لستُ أدري!، لكنني عملتُ عملاً متواصلاً لمدّة 70 ساعةً لم أذق فيها طعمَ الرّاحةِ في هذا المكانِ المقرف.
بعد استقرار دوار رأسي .. وجدتُ طعامًا أمامي، وقارورةَ عصيرٍ . . طلبَ منّي المديرُ تناولها قبل الحديث . . ثم انبثقت من فيه الكلمات الآتية/
-أستاذ (....) محتاج تروح على الدكتور؟ ولا خلص مشات معك الأمور؟ شكلك مش مفطر الصبح مش هيك ؟ ؟
(وددتُ لو أنني صفعتُ المديرَ بمهدّة طوبٍ ونثرتُ أشلاءَ رأسهِ في كُلِّ ركنٍ من أرجاءِ الغرفة)
- لا يا أستاذ والله ما أكلت ...ونصابي 30 حصّة !!! وصارلي يومين بالضبط ((من شدّة التعب)) ما بنام غير ساعين .
-والله انتوا مدلّعين يا أستاذ!! (وقعت عليَّ الكلمة كالصاعقة)
- لستُ أدري كيف خرجت تلك الكلماتُ منّي ولكنني أذكر أنني قلت ( أنا لستُ صبيًّا صغيرًا حتى تصفني بذلك، صف نفسك أنتَ الذي تجلس طِوال النهارِ تحت المكيّفِونبقى نحنُ نصرخُ أكثر من 8 ساعاتٍ يوميًا . . مقابلَ الفتاتِ الذي تعطوننا إيّاه!، وفي النهاية!! نحن "مدلّعون!" أعطِ أسبوعًا واحدًا مكاني ب 8 ساعاتٍ يوميّةٍ متواصلةٍ من الحديث والصراخِ والشدِّ العصبي وإعادة الدرس نفسه مرّاتٍ ومرّات وسنرى وقتها من "المدلع"
ثم أذكر أنني قلت: " لا تخف حبيبي لن أهينَ سمعة مدرستكم (المهانة أصلاً) بتحميلكم مسؤولية ظروف العمل الصعبة التي أعيشها ولن أرفع تقريرًا بوقوع ضررٍ في العمل لمؤسسة الضمان الاجتماعيِّ حتى لا تترتب على حضرتكم نفقات علاج، سأعالجُ نفسي بنفسي ولا أريد منّةً من احد"
-لم يقل كلمةً واحدة . . ولا أعرفُ كيف قلتُ هذا الكلام . .
عدتُ يومها متعبًا. . نمتُ مدّة 16 ساعة متواصلة . . صحوتُ . . تناولتُ الكثير من الطعامِ . . تناولتُ أي شيءٍ وجدته في الثلاجة . . تناولتُ طعامًا قديمًا .. ربما متعفنًا . . كنت كالذي مرّ في مفازةٍ فغادرها بأعجوبة . .
وفي اليوم الآتي . . وجدتُ أنَّ نصابي قد صار 31 حصّة !!!. . وأنَّ علي إعادة تلك الحصّة التي فقدتُ فيها الوعي!!!
Elalya mh
YUKI
لا بأس عليك الله شاهد ويرى عذابك وسيأخذ بثأرك ..
طارق ناصر
دعواتنا لك، كل التوفيق صديقي.
سناء
ثانيا هل لزما ان تدّرس بمدرسته؟ ألا تستطيع الإنتقال؟ علمه كيف يسد ثغر إستاذ يحمل 31 حصة
حسنا سأدعوا الله أن يسعدك ويخفف عنك همك ويبدله قوة وراحة.
Ahmedbad
سناء
ربى
Ahmedbad
سناء
في الحقيقة لم أرد أن أرد عليك لكن أتمنى أن تمتلك قلبا في المرة القادمة وأن تتفهم شعور الآخرين. قبل التحدث وكأنك شخص عاقل وكبير.
رياض
Ahmedbad
النورس الأسود
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المراء والجدل حتى لو كنت أنت على صواب.
لن نطلب من الجميع أن يعتقدوا أننا على صواب، البشر مختلفون في النهاية.
وقد سامحت إذ نعتني بالغبي، غفر الله لأخي.
رياض
Girl chan