كتبت هذه الكلمات قبل فترة طويلة من الآن , لكنني أود مشاركتكم إياها الآن.
17 ديسمبر 2018 , يوم الخروج
17 سبتمبر 2019 , يوم الكتابة
بعد شهر من الآن سيكون قد مر لي سنة بأكملها في الغربة , سأقوم بتلخيص أو سرد معنى الغربة من وجهة نظري المتواضعة :
حين خرجت من مدينتي الصغيرة القابعة في وسط قطاع غزة -المغضوب عليه- قال لي أصدقائي يا لك من شخص محظوظ جداً , سوف تغادر هذه البقعة من الأرض وسترى العالم الجميل البديع الرائع الذي نشاهده من خلف شاشات الهواتف المحمولة , في تلك اللحظة كانوا محقيين بأنني محظوظ لخروجي من الوطن , وأنا أيضاً كنت مثلهم أعتقد ذلك , ولكن الآن تيقنت بأنهم هم المحظوظين لبقائهم في دفء الوطن.
من المؤكد أن الغربة تقوم بتغيير الشخص 180 درجة -كما فعلت بي- حيث أن عقليتي وشخصيتي وتفكيري تغيروا بشكل ملحوظ عما كنت عليه من قبل , حيث حصلت تغيرات عديدة منها السلبية والإيجابية , ولكن على أي حال فلقد حصل التغيير بغض النظر عما إذا كان للأسوء أو للأفضل.
فهنا في الغربة يجب أن تعتمد على نفسك شئت أم أبيت , وسوف تمر عليك أيام ولحظات تتمنى فيها لو يعود بك الزمن للوراء لكي لا تخرج من الأرض الأم , ولكن حدث ما حدث ولا يوجد هناك طريق للعودة.
وعلى صعيد الآخر , ستمر عليك أيام تلعن فيه الوطن - ليس الوطن كأرض ولكن الحكومة التي أجبرتنا على مغادرته - والمجتمع المتخلف الذي كنت تعيش فيه , حيث سترى الفجوة الكبيرة بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى والتفكير الرجعي الذي نحن فيه.
ومازال هناك الكثير والكثير من الأشياء و المواقف التي أود الحديث عنها , ولكن سأبقيها في العضو - الذي ليس له أمان مطلقاً - الذي عليه من الآن فصاعداً أن يقوم بضخ الدم لا أكثر ، وإلا سوف يحدث ما لا نحمد عقباه.
وأخيراً , أرجو من الله أن يصلح حال الوطن لكي لا يجبر الجيل القادم على الخروج منه.
ساره
فلسطيين
ياربي ردها لنا وعِزنا بها وجبر خواطرنا بقدسنا
mahmoud arandas
تحرير الارض المقدسه قريب