قضيت الشهور الماضية في البحث عن سيارة مستعملة تخدم احتياجاتي، لم أهتم كثيرًا للمواصفات التقنية و غيرها من الجانبيات، فلدي هدف محدد منها وهذا ما ركزت عليه.
بعد بحث طال لأيام وجدت سيارة تبدو لي مناسبة، قضيتُ ساعات كثيرة في القراءة عنها وعن مشاكلها وسؤال أحد المجربين لها، ثم تواصلت مع البائع للاستفسار عن كل صغيره وكبيرة.
في النهاية اتفقت معه على سعر محدد، بمجرد فحص السيارة والتأكد من سلامتها نتمم البيعة.
المهم وقبل ذهابي إلى مدينته قلتُ سأتصل عليه هاتفيًا لعل هناك طارئ يفسد ما خطط له، وحدث بالفعل ما لم يكن بالحسبان.
لقد باع السيارة لشخص آخر، وبغض النظر عن تصرفه الغير أخلاقي حيث أنه قد أتفق معي مسبقًا، كان عليه على الأقل أن يخبرني بذلك، حتى لا أخسر تكاليف الذهاب إلى مدينته دون فائدة.
تجاهلت الموضوع، باركت له وهنئته بالبيعة، وكلي يقين أن الخير في ما اختاره الله.
عدتُ من جديد للبحث عن سيارة أخرى، تغير الكثير حقيقة، وتحول البحث إلى فئة مختلفة تمامًا. بعد أسابيع من البحث المتواصل والمضني، يبدو أنني وللمرة الثانية وجدتُ السيارة المناسبة
تواصلت مع البائع، وسألته عن كل شيء، بصراحة هو من النوع المحافظ جدًا، السيارة تبدو كما لو أنها جديدة. كنتُ في حيرة من أمري، فقلت له أستخير الله ثم أخبرك بقراري.
في اليوم التالي تواصلت معه وأخبرته أن سأذهب لمقابلته، فقال بأنه قد أتفق بالفعل مع شخص آخر، وفي حال لم يبعها سيخبرني.
حسنًا لا بأس، إن كانت خيرًا لي ستبقى، وإن كانت غير ذلك ستذهب.
بالأمس وصلتني رسالة أنه قد باعها، لا مشكلة، فالخير دائمًا فيما اختاره الله.
لن استسلم بعد، ما زال البحث مستمر
-----
ختامًا، ثق دائمًا أن الخير في ما اختاره الله لك، وليس فيما كنت تطمح إليه، فكم من غرض أو عمل كنتَ ترجوه فلم يكتبه لك، وكم من شخص (صديق، زميل، زوج...) صرفه الله عنك لخير هو يعلمه وأنت لا تعلمه.
خالد نور
sasini
Girl chan
ربى