دفعني لكتابة هذه اليومية سؤال>@Ruba في يوميتها، مبسوط؟
الجواب الأول: لا.
في شهور السنة العادية أكون في المدينة وفيها لدينا ملعب أشرت إليه في السابق، لكن مع عودتي لزيارة أهلي في القرى البعيدة كان علينا بناء ملعب وفق المعطيات المتاحة، وهو ما وجدناه في أرض صغيرة، أرض ترابية لعينه، ملعونه منذ خلقها الله.
لا تنفك النزاعات والمشاجرات عنها، وليس ذلك منا -اللاعبين- بل من عجائز القرية التي لم يمنعوها عنا لحرثها ولا لزراعتها، ولا حتى لبناءها، ولكن حسدًا من عند أنفسهم.
لم نلعب السنة الماضية فيها بسبب ما لقيناه من معارضة شديدة، ومن أذية لعينه، كانوا يرعون أنعامهم فيها ولم يكن بها من زرع، ويقطعون بأيديهم شباكها التي لا تؤذي أحدًا، ولا تسد طريقًا، فما كان منا إلى أن اعتزلناها.
ثم جاءت هذه السنة، فقررنا إعادة إصلاحها، وأخذنا الإذن من أحد ملاكها (الأرض يملكها مجموعة إخوة)، والذي قال ألعبوا فيها ولا تلتفتوا للبقية.
فعلنا ذلك، أصلحناها، أعدنا ترقيع ما استطعنا من الشباك المحيطة بالملعب، اشترينا حديد وحفرنا له في الأرض من أجل تثبيت المرمى، ثم اشتيرنا شباك مرمى جديدة، نظفناها من الحشائش والحجارة، شيئًا فشيئًا أصبح لدينا ملعب هو في أعيننا مثل سانتياقو برنابيو، أو لعله أقرب إلى مونتيري في المكسيك.
وبعد يومين من اللعب...
جاءنا أحد أصحابها، والذي لم يسمع أن أخاه قد سمح لنا باستعمالها، ولا أدري لماذا لم يخبره بذلك حتى الآن. كلمنا بكلام طيب ظاهره خبيث باطنه، طلب منا أن يكون هذا اليوم آخر يومنا فيها. وما إن ذهبنا حتى خلفنا إليها ليلًا ليقطع شبكاها كما فعل آخرون من قبله.
يعني على أقل تقدير، كان يخبرنا أن نأخذ ما بنينا بأيدينا، وإلا يتلفه، لكنهم ممن يفسدون في الأرض ويحسبون أنهم يحسنون أعمالا.
أعلم أنه سيأتيني كلام يتهمنا بأننا مخطئون، كيف نلعب في أرض لا نملكها، وقبل قول ذلك سأوضح:
- لم نفعل شيء إلا بعد أخذ الإذن من أحد أصحابها، والذي أكد لنا أن الطريق سالك.
- نحن غير مؤذون، نلعب ثم نخرج، وكأن شيئًا لم يكن.
- نلعب فيها وقت العصر فقط، وبعدها كلٌ في حال سبيله. بعباره أخرى هي ليست تجمعات مشكوك فيها، أو أن لها مآرب أخرى.
- اللاعبون هو أولاد وأقارب أهل القرية، يعني هي في مصلحتهم، فأولادهم تحت أعينهم، وهذا أفضل لهم من الضياع في أمور أخرى.
- أليس من الأجدر به على أقل تقدير أن يتصل بأخيه يسأله ويستفسر منه؟ ثم أليس حرام عليه أن يخرب ممتلكات غيره؟ أليس سهلًا عليه لو قال لنا أن نأخذ كل شيء معنا بدل أن يتلفه في حين غرة؟
على كل حال، يبدو أننا حصلنا على مواقف كافة الأطراف الآن، سنعيد خياطة المرمى، وكذلك نفعل بالشباك، ثم نمارس ما كنا نفعل من قبل.
الجواب الثاني: نعم، ما فات مات، الحياة حلوة :)
الصورة الأولى من المبدع Andreas
مصدر الصورة الثانية مجهول
رياض
الحياة حلوة بس نحياها،ذكرتني بأغنية لعبد الحليم حافظ.
sasini
ربى