حصلت على أول ساعة يد حينما كنت في الصف الرابع الابتدائي، أحببت تلك الساعة كثيرًا، كنت دائمًا ما أحسب الأوقات، وكان أكثر ما أحسبه مدة المباريات في حصة الرياضة.
حتى جاء ذلك اليوم وسرقها أحد الطلاب الذين لا أعرفهم، كانت له مهمة بسيطة، أسرق الساعة، أضربها بحجر، حطمها، ثم أعدها إليه.
لا أعلم لماذا فعل ذلك، لكن الذي أعلمه أنه حصل على توصية من شخص ما يكرهني، وما أكثرهم.
حصلت بعد فترة على ساعة جديدة، وما زلتُ في عادتي القديمة، حاسب الوقت. كنتُ الطالب الذي يحسبه في المتوسطة وفي الثانوية أيضًا.
بعد ذلك انتقلنا لمدينة أخرى لمتابعة الدراسة، مدينة جديدة، جامعة جديدة، أناس جدد، وملعب جديد. لم يمضي الكثير حتى أصبحت مجددًا "أمين الوقت" وهو المسؤول عن حساب وقت المباريات، متى تبدأ ومتى تنتهي.
وكثيرًا ما كنت أعاتب طلاب المنح (طلاب من مختلف البلدان يأتون للدراسة عبر المنح التي تقدمها الجامعة)، حيث كان بعضهم لا يحسب الوقت جيدًا، وهذا بالنسبة لي خطأ جسيم، فإما أن تحسبه بدقة مثالية أو لا تحسبه من الأساس.
أحيان كنت أخطئ في حساب الوقت بسبب أن ساعتي قد اهترئت، ولم تعد أزرارها تعمل كما يجب. لماذا لا اقتني ساعة جديدة؟ لا أعلم، استمر في استعمال الساعة حتى تتعطل، ثم أصلحها من جديد، واستعملها حتى تموت.
بعض الساعات كانت تبقي تحت الاستعمال سنوات عديدة، وآخرها أضنها قد تجاوزت السبع وما زالت بصحة جيدة، أطال الله عمرها.
أنهينا الجامعة، ثم انتقلت رفقة أخي لمدينة جديدة، وكالعادة، أناس جديد وملعب جديد. ما زلت باقيًا على عادتي القديمة، احسب وقت المباريات كما العادة.
لا أدري ما سر هذا التعلق بالوقت؟ ولماذا ما زلت محافظ على تلك العادة؟
تغير الكثير في هذه السنوات، مات حبي لكرة القدم، أو بالأصح قُتل، طعن ثم ترك ينزف حتى الموت.
هذه التدوينة كتبت بعد أن منعني الأرق من النوم، شكرًا لك أيها الأرق :)
بالمناسبة التنبيهات لا تعمل في يومي، أعتذر لمن ذكرني في يوميه له، أو رد على أحد يومياتي القديمة ولم أنتبه إليه.
رياض
sasini
رياض
Unbekannt
رياض
مرحبا بك في كل وقت